[center]
يعاني كثير من الناس من أزمة في " الثقة بالآخرين " ، فمستقل ، ومستكثر ، ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر ، ومن أبرز تلك الأسباب : مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة ! والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه ، فينشأ عند الإنسان صراع في داخله ، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما على العموم ، أو بالأقارب والأهل ، أو بالأصدقاء .
وليس من مشكلة إلا ولها حل ، وليس من داء إلا وله دواء ، ففقدان الثقة ى الآخرين داء خطير ، يسبب ضيقا ، وحرجا ، وعنتا ، حتى تكون الحياة معه في غاية الصعوبة ؛ لاضطرار المرء من التعامل مع الآخرين ، فهو لا يستطيع أن يعيش وحده ، حتى يكون له أهل ، وأصدقاء ، وجيران ، فإذا لم يحسن التعامل مع تلك المشكلة : سبب له ذلك آلاما ، وحطم له آمالا .
وهذه وقفات يسيرة ، نرجو أن تجد منك آذانا صاغية :
أولا : يوجد من هو مثلك فاقد للثقة في الآخرين ، فهل تعلم أنك من الآخرين عند هؤلاء ؟! وبما أنك لا تقبل هذا الحكم الجائر من غيرك عليك : فإن الناس لا يقبلون ـ منك ـ سحب الثقة منهم ، وجعلهم محط اتهامك بإضمار الشر ، وعدم محبتهم للخير لك .
2- اعلم أن الناس فيهم المسلم والكافر ، وفيهم العاصي والطائع ، وفيهم العاقل والمجنون ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم من هو من أهل الشر ، ومن هو من أهل الخير ، وهذا هو واقع الناس ، ولا يمكن لأحد أن يجادل فيه .
3-حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تعميم الحكم بفساد الناس ، وهلاكهم ، وأخبر أن صاحب الحكم الجائر هذا هو أولى بالحكم من الناس ، أو أنه هو الذي أهلكهم ، لا أنهم هالكون في حقيقة الحال .
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا قال الرجل هلك الناس : فهو أهلكهم) قال أبو إسحاق : لا أدرى (أهلكهم) بالنصب ، أو (أهلكهم) بالرفع .
رواه مسلم (2623) .
وهذه النظرة التشاؤمية للناس مفسدة للقلب ، والعقل ، وتجعل صاحبها حبيس الأوهام والخيالات ، تنكد عليه معيشته ، وتجعله دائم القلق ، والأحزان .
4. ومع ما ذكرناه سابقا فإنه لا مانع من الاحتراس من الناس ، وما قلناه لا يعني وضع الثقة في كل أحد ، والإنسان ليس له إلا ما ظهر من الناس ، فلا هو بالذي يعلم بواطن الناس ، ولا هم يعلمون باطنه .
5. إن من المزالق الخطرة على من يعيش مثل هذه النفسية أن يزكي نفسه ، فهو إذا كان يرى أن الناس ليسو أهلا لثقته ؛ لأنهم لا يستحقونها ، سوف تكون النتيجة المنطقية لذلك : أنه ليس مثلهم ، وربما يصل به ذلك إلى العجب الذي يهلك صاحبه ، والعياذ بالله ، لذا فإنه عليك الحذر من كيد الشيطان ، فهو لا يفتر ولا ييأس من الكيد للمؤمن ، حتى يوقعه في شرك الوسوسة ، أو الإحباط ، أو اليأس ، أو غير ذلك من أنواع شباكه .
6. لا تكتفي برؤية الجانب المظلم من الناس ، فإنه من المستحيل أن لا يكون قد مر عليك في حياتك مواقف لأناس صالحين ، شرفاء ، ناصحين ، فليكن مثل هؤلاء على بالك حين الحكم على الناس ، حتى تتوزان عندك الأمور ، وتكون عادلا في الحكم ، ثم إنك لا تعرف الناس كلهم ، فكم في الأرض من أتقياء ، وأنقياء ، وأصفياء ، وصلحاء ، فلا تجعل معرفتك بقليل من الناس ميزانا في الحكم على من لا تعرف .
7. والمسلم الذي يقابل الناس إحسانه لهم بإساءة : لا ينبغي له أن يهتم ، أو يغتم ؛ لأن علاقته في فعل الخير هي مع الله ، وليكن شعاره دوما : (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) الإنسان/9 .
8. تجنب الخلطة الزائدة مع الناس ، واجعل لك ميزانا عادلا دقيقا في انتقاء أصدقائك ، حتى لا ترجع باللوم على نفسك إن قدر الله وأساء أحدهم لك فيما بعد .
أسألكم الدعاء بأن يعصمنى الله من الفتن وأن يعافينى مما ابتلانى به
ودمتم فى حفظ الله وعنايته
يعاني كثير من الناس من أزمة في " الثقة بالآخرين " ، فمستقل ، ومستكثر ، ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر ، ومن أبرز تلك الأسباب : مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة ! والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه ، فينشأ عند الإنسان صراع في داخله ، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما على العموم ، أو بالأقارب والأهل ، أو بالأصدقاء .
وليس من مشكلة إلا ولها حل ، وليس من داء إلا وله دواء ، ففقدان الثقة ى الآخرين داء خطير ، يسبب ضيقا ، وحرجا ، وعنتا ، حتى تكون الحياة معه في غاية الصعوبة ؛ لاضطرار المرء من التعامل مع الآخرين ، فهو لا يستطيع أن يعيش وحده ، حتى يكون له أهل ، وأصدقاء ، وجيران ، فإذا لم يحسن التعامل مع تلك المشكلة : سبب له ذلك آلاما ، وحطم له آمالا .
وهذه وقفات يسيرة ، نرجو أن تجد منك آذانا صاغية :
أولا : يوجد من هو مثلك فاقد للثقة في الآخرين ، فهل تعلم أنك من الآخرين عند هؤلاء ؟! وبما أنك لا تقبل هذا الحكم الجائر من غيرك عليك : فإن الناس لا يقبلون ـ منك ـ سحب الثقة منهم ، وجعلهم محط اتهامك بإضمار الشر ، وعدم محبتهم للخير لك .
2- اعلم أن الناس فيهم المسلم والكافر ، وفيهم العاصي والطائع ، وفيهم العاقل والمجنون ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم من هو من أهل الشر ، ومن هو من أهل الخير ، وهذا هو واقع الناس ، ولا يمكن لأحد أن يجادل فيه .
3-حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تعميم الحكم بفساد الناس ، وهلاكهم ، وأخبر أن صاحب الحكم الجائر هذا هو أولى بالحكم من الناس ، أو أنه هو الذي أهلكهم ، لا أنهم هالكون في حقيقة الحال .
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا قال الرجل هلك الناس : فهو أهلكهم) قال أبو إسحاق : لا أدرى (أهلكهم) بالنصب ، أو (أهلكهم) بالرفع .
رواه مسلم (2623) .
وهذه النظرة التشاؤمية للناس مفسدة للقلب ، والعقل ، وتجعل صاحبها حبيس الأوهام والخيالات ، تنكد عليه معيشته ، وتجعله دائم القلق ، والأحزان .
4. ومع ما ذكرناه سابقا فإنه لا مانع من الاحتراس من الناس ، وما قلناه لا يعني وضع الثقة في كل أحد ، والإنسان ليس له إلا ما ظهر من الناس ، فلا هو بالذي يعلم بواطن الناس ، ولا هم يعلمون باطنه .
5. إن من المزالق الخطرة على من يعيش مثل هذه النفسية أن يزكي نفسه ، فهو إذا كان يرى أن الناس ليسو أهلا لثقته ؛ لأنهم لا يستحقونها ، سوف تكون النتيجة المنطقية لذلك : أنه ليس مثلهم ، وربما يصل به ذلك إلى العجب الذي يهلك صاحبه ، والعياذ بالله ، لذا فإنه عليك الحذر من كيد الشيطان ، فهو لا يفتر ولا ييأس من الكيد للمؤمن ، حتى يوقعه في شرك الوسوسة ، أو الإحباط ، أو اليأس ، أو غير ذلك من أنواع شباكه .
6. لا تكتفي برؤية الجانب المظلم من الناس ، فإنه من المستحيل أن لا يكون قد مر عليك في حياتك مواقف لأناس صالحين ، شرفاء ، ناصحين ، فليكن مثل هؤلاء على بالك حين الحكم على الناس ، حتى تتوزان عندك الأمور ، وتكون عادلا في الحكم ، ثم إنك لا تعرف الناس كلهم ، فكم في الأرض من أتقياء ، وأنقياء ، وأصفياء ، وصلحاء ، فلا تجعل معرفتك بقليل من الناس ميزانا في الحكم على من لا تعرف .
7. والمسلم الذي يقابل الناس إحسانه لهم بإساءة : لا ينبغي له أن يهتم ، أو يغتم ؛ لأن علاقته في فعل الخير هي مع الله ، وليكن شعاره دوما : (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) الإنسان/9 .
8. تجنب الخلطة الزائدة مع الناس ، واجعل لك ميزانا عادلا دقيقا في انتقاء أصدقائك ، حتى لا ترجع باللوم على نفسك إن قدر الله وأساء أحدهم لك فيما بعد .
أسألكم الدعاء بأن يعصمنى الله من الفتن وأن يعافينى مما ابتلانى به
ودمتم فى حفظ الله وعنايته
الإثنين 2 أبريل - 18:59 من طرف mohamed reda
» النت يفصل
الجمعة 10 فبراير - 12:52 من طرف ibnadm
» موضوع كومدى ... للنقاش ..!!
الثلاثاء 12 يوليو - 19:56 من طرف العيون الخضراء
» مسيرة تأييد للقائد بشار الاسد في قرية ام حوش
الثلاثاء 29 مارس - 2:44 من طرف Ùريد اØمد
» لتكون أجمل رجل بالعالم
الإثنين 28 مارس - 1:06 من طرف Ùريد اØمد
» وفاة عبد الحميد علوش ابو محمد
الإثنين 28 مارس - 0:46 من طرف Ùريد اØمد
» دورة امتحانية ثانية للثانوية العامة
الأحد 27 مارس - 5:47 من طرف احمد القاسم
» مرسوم بزيادة الرواتب
الجمعة 25 مارس - 9:23 من طرف Ùريد اØمد
» كيف تختارين زوجك
الثلاثاء 22 مارس - 1:31 من طرف Ùريد اØمد